الطامة الكبرى
د. هاشم عبده هاشم
@@ هناك مشكلة حقيقية.. وكبيرة.. تواجه بلدنا.. وتفرض علينا العمل بسرعة للتخلص منها.. حتى لا تعوق انطلاقتنا الكبرى.. ونمونا الاقتصادي السريع..
@@ هذه المشكلة (الحادة) تتمثل في محدودية الوعي.. وصعوبة الفهم أو الاستيعاب لمتطلبات المرحلة.. في ضوء حركة دول العالم وتطورها السريع..
@@ وكما قلت في أكثر من مرة..
@@ فإن مجتمعنا هو الذي يقاوم فكرة التقدم ويحاربها بقوة.. وبضراوة.. وكأنه يؤكد بذلك أننا غير قادرين على تبني مفاهيم الحضارة ومتطلباتها بالكامل..
@@ وإذا واجه المجتمع أي مجتمع مشكلة نمو سريع في الجانب المادي للحضارة.. وقصور شديد في عملية النمو بالجانب الثقافي.. فإنه لابد وأن يتعرض لنكسة عظيمة... وقوية في مسيرته..
@@ وعندما يفتقد المجتمع (المرونة) أو القدرة على التكيف.. أو الاستعداد للمواءمة بين حركته المادية والثقافية.. فإنه يكون مجتمعا معدوم الرؤية نحو بناء مستقبله وتقدم أجياله..
@@ وإذا دخل المجتمع في هذا النفق.. فإنه سيظل مجتمعا (متخلفا) في الحد الأدنى من الآثار السلبية عليه.. وإلا فإن الحد الأعلى قد يصل به إلى أن يصبح مجتمعا منقسما على نفسه تتصادم فئاته مع بعضها البعض.. ويتحول البعض إلى عدو شرس للبعض الآخر.. وفي النهاية فإن الهوية الوطنية تتعرض - بسبب ذلك - لخطر شديد كفيل بأن يطيح بهذا الوطن أو ذاك وقد يخفيه من خارطة العالم تماما..
@@ هذه الإشكالية الضخمة.. يمكن رصدها والتعرف على ملامحها بكل سهولة.. من خلال متابعة أنماط الفكر السائدة.. وبعض السلوكيات المضطربة.. ومن خلال مظاهر الصراع الفكري أو الاجتماعي أو الأخلاقي التي تكشف عنها حركة المجتمع اليومية.. وتنشر عنها الصحف المحلية وتعرضها بعض القنوات الفضائية.
@@ وما لم نتنبه لهذا الخطر..
@@ وما لم نعالجه بسرعة..
@@ فإن المستقبل سوف يحمل لنا الكثير من الأعراض والأمراض التي تعيشها بعض المجتمعات المنقسمة على نفسها..
@@ ولحسن الحظ.. فإن الوقت مناسب الآن لتدارس هذا الوضع بعمق.. والعمل على معالجته قبل استفحاله..
@@ وقد يكون التعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي.. ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الاقتصاد والتخطيط.. خير معين على وضع استراتيجية طويلة المدى.. هدفها تحقيق التوازن في عملية النمو الذي تشهده البلاد بين ما هو مادي.. وما هو روحي وإعادة تنظيم الحركة وتوجيه الطاقات البشرية وجهة (هارمونية) واحدة.. واستثمار جميع الإمكانات المادية والبشرية في الاتجاه الصحيح والآمن بعيداً عن (التناقضات) و(الاجتهادات) الضارة.. وسعي كل مؤسسة للتقوي على حساب الأخرى.. دفاعاً عن مواقعها ومصالحها ووجودها في النهاية.. وتلك هي الطامة الكبرى ولا حول ولا قوة إلا بالله..
@@@
ضمير مستتر:
@@ (الكلمة الطيبة.. تفتح الأبواب المغلقة.. و تقفل ألف طريق وطريق إلى الشر والاختلاف).